تشعر العديد من المدن والبلدات في ألمانيا بالارتباك التام، حيث يتعين على بعضهم الآن استيعاب اللاجئين مرةً أخرى في الخيام، هذا يذكرنا بالوضع في عام 2015.
لقد جاء الكثير من الناس إلى ألمانيا منذ بداية العام حتى الآن حوالي 1,14 مليون لاجئ، غالبيتهم من أوكرانيا.
كما تم في ألمانيا تقديم حوالي 134 ألف طلب لجوء أولي حتى شهر سبتمبر / أيلول، معظمها من السوريين (40.781) والأفغان (22.705).
ومن الممكن أيضاً أن يتقدم المزيد من الروس قريباً بطلب للحصول على اللجوء في ألمانيا، حيث بلغ عددهم حتى الآن حوالي 1482.
وكل يوم يتم الكشف عن 400 حالة دخول غير مصرح بها على الحدود الخارجية الألمانية.
قدرات العاصمة شبه مستنفدة
أوضحت عمدة برلين فرانتسيسكا جيفي أن العاصمة على حافة إمكانياتها عندما يتعلق الأمر باستقبال اللاجئين، حيث لن يكون لدى برلين قريباً ما يكفي من السكن والمال لرعاية اللاجئين.
وحذرت من أن العاصمة قد تغمرها الأعداد الكبيرة من اللاجئين باعتبارها نقطة الجذب الرئيسية، لذلك طالبت جيفي الحكومة الاتحادية بتوفير المزيد من العقارات لاستيعاب الناس بشكل جيد، ودعم مالي للتكاليف الهائلة، والتوزيع العادل في جميع أنحاء ألمانيا.
وبحسب جيفي تم استقبال 340 ألف شخص من أوكرانيا في برلين، 100 ألف منهم سيقيمون الآن هناك بشكل دائم.
مدن ألمانية تعلن تجميد قبول المزيد اللاجئين
وكانت مدينة كوتبوس Cottbus واحدة من أولى المدن التي أعلنت أنها لم تعد ترغب في استيعاب المزيد من اللاجئين، حيث قال عمدة المدينة هولغر كيلش: “ليس لدينا ما يكفي من الأطباء، وليس لدينا ما يكفي من مقدمي الرعاية بعد المدرسة، وليس لدينا ما يكفي من المعلمين للحفاظ على الرعاية الأولية المناسبة للجميع”.
كما أعلنت مدينة كايزرسلاوترن Kaiserslautern في أنها لن تقبل المزيد من اللاجئين حتى منتصف نوفمبر على الأقل، لأن مساكن إيواء اللاجئين تمتلئ بوتيرة سريعة.
كما تم تجميد استقبال اللاجئين في دريزدن Dreseden وهاله Halle وماغديبورغ Magdeburg وغيرا Gera.
كما وصلتا إرفورت Erfurt وكيمنتس Chemnitz إلى حدود طاقتهما القصوى.
وبحسب الرابطة الألمانية للمدن والبلديات فإن خيارات الإقامة محدودة، حيث يتم بالفعل استئجار غرف الفنادق، كما يتم إعداد أماكن إقامة جماعية، على سبيل المثال في الصالات الرياضية.
موجة نزوح عارمة
في ضوء الضربات الجوية الأخيرة واستهداف المدنيين والتدمير الروسي المتعمد للبنية التحتية المهمة لإمداد السكان في أوكرانيا، تزداد التحذيرات من تسونامي هجرة جديد.
فإذا لم تكن هناك كهرباء ولا تدفئة ولا مياه في البلاد، فقد يؤدي ذلك إلى موجة نزوح عارمة للاجئين الأوكرانيين، وكارثة إنسانية لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.