خططت مجموعة مسلحة من مواطني الرايخ وجماعة المفكرين الجانبيين لانقلاب على السلطة، والإطاحة بنظام الدولة في ألمانيا واستبداله بنظامهم الخاص.

ومن بين المتهمين البالغ عددهم 52 هناك جنود سابقين من النخبة وعضوة برلمان سابقة في حزب البديل من أجل ألمانيا وهي القاضية بيرجيت مالزاك فينكه مان، والتي تعمل في محكمة برلين (تم اعتقالها اليوم الساعة السادسة صباحاً في منزلها بحي الفيلات في برلين)، وكان مخطط أن تصبح وزيرة للعدل في نظام ما بعد الانقلاب.

داهمت قوات الشرطة الخاصة منذ الصباح الباكر شقق المشتبه بهم، ونفذت 25 مذكرة توقيف، وبدأت إجراءات تفتيش مكثفة في سبع مقاطعات اتحادية، لأن المحققين كان لديهم مقدماً دلائل على أن المشتبه بهم لديهم أسلحة عديدة بعضها شرعي، وتم نشر الآلاف من عناصر الشرطة الآن في جميع المقاطعات الاتحادية تقريباً للقبض على المشتبه بهم.

حيث يتهم مكتب المدعي العام الاتحادي حوالي 50 امرأة ورجل بتشكيل منظمة إرهابية لإلغاء النظام الدستوري لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وإنشاء دولة على غرار الرايخ الألماني لعام 1871.

وقد خططت المجموعة لعدة أمور من ضمنها هجوم مسلح لاقتحام مبنى البرلمان الألماني (Reichstag)، وإحداث ظروف شبيهة بالحرب الأهلية من خلال مهاجمة إمدادات الطاقة، وعزل الحكومة الاتحادية من أجل الاستيلاء على السلطة في ألمانيا وإنشاء هياكل دولتهم الخاصة.

ويُقال أن أشخاص معينين لشغل مناصب وزارية مهمة قد تم اختيارهم بالفعل ليكونوا جاهزين لحظة الاستيلاء على السلطة.

وتعتبر المجموعة خطيرة بشكل خاص، نظراً لأن جزءاً كبيراً منها يتكون من جنود سابقين في الجيش الألماني (Bundeswehr) والجيش الشعبي الوطني لجمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة (NVA) أي ألمانيا الشرقية، بما في ذلك الرجال ذوي التدريب العسكري الخاص، بالإضافة إلى قوات من وحدة مكافحة الإرهاب (GSG 9) التابعة للشرطة الاتحادية.

تأسست المجموعة منذ أكثر من عام في نوفمبر 2021 لمحاربة مؤسسات الدولة وممثليها، وسعت المجموعة منذ ذلك الوقت إلى الترويج لأهدافها وتجنيد أعضاء من الجيش الألماني والشرطة للإطاحة المخطط لها بالدولة.

وقاموا بعقد أربعة اجتماعات سرية على الأقل في مقاطعة بادن فورتمبيرغ الصيف الماضي، وفي أكتوبر قام أعضاء من “الذراع العسكرية” التابعة للمجموعة باستكشاف ثكنات الجيش الألماني في مقاطعات هيسن وبادن فورتمبيرغ وبافاريا، للتحقق من مدى ملاءمتها لإيواء قواتهم بعد الإطاحة.

وتم اختيار عضو من عائلة نبيلة ألمانية قديمة ليصبح زعيم الدولة الجديد وهو هاينريش الثالث عشر (الأمير رويس)، وبحسب المدعي العام فهو أحد قادة عصابة مجموعة مواطني الرايخ (تم اعتقاله في فرانكفورت أم ماين)، ومن بين المعتقلين أيضاً مؤيدة من روسيا، لذلك يفحص المحققون أيضاً صلاتهم بروسيا.
ولكن السفارة الروسية في برلين رفضت أي صلات بمثل هذه الجماعات في ألمانيا، حيث نقلت وكالات الأنباء الروسية عن بيان للسفارة قوله: “إن المكاتب الدبلوماسية والقنصلية الروسية فى ألمانيا لا تحافظ على أي اتصالات مع ممثلي الجماعات الإرهابية أو الكيانات غير الشرعية”.

جدير بالذكر أن مواطني الرايخ هم أشخاص لا يعترفون بالجمهورية الاتحادية وهياكلها الديمقراطية، أي لا يعترفون بالدولة الألمانية الحديثة التي تأسست بعد انهيار النازية، وينكرون شرعية القانون الأساسي والسلطات والمحاكم.

ويُقال إنهم يتشبثون بأساطير المؤامرة ويقتنعون بأن ألمانيا يحكمها حالياً أعضاء من الدولة العميقة، وغالباً ما يرفضون دفع الضرائب، ويدخلون في صراع مع سلطات الدولة. ويتوقع مكتب حماية الدستور وجود حوالي 21.000 من مواطني الرايخ في ألمانيا.

إعلان
شاركها.
Ilhan Bozan

إلهان بوزان مدرس لغة ألمانية ومتخصص في الشأن الألماني وخبرة طويلة في قوانين الأجانب وحقوقهم في ألمانيا وحامل لشهادة دبلوم تقاني في هندسة الشبكات الكهربائية.

تعليق واحد

  1. معقولة ؟؟
    في ناس بتفكر بهذي الطريقة الشنيعة لحد الآن ؟؟ وين نايمين هذول ؟؟

اترك تعليقاً

error: