منذ بداية الأسبوع تم اكتشاف ثلاثة تسريبات خلال فترة زمنية قصيرة في المياه الدنماركية والسويدية على خطوط أنابيب نورد ستريم، مما تسبب في تكوين دوائر من الفقاعات على مساحة واسعة فوق سطح البحر، وأدت التسريبات لتعريض حركة الشحن البحري للخطر، وتسببت في أضرار بيئية كبيرة.
اكتشف خفر السواحل السويدي تسريب رابع في بحر البلطيق على خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 بين روسيا وألمانيا، ولا يزال السبب الدقيق للتسريبات غير واضح، حيث يفترض خبراء الأمن الغربيون وجود أعمال تخريبية متعمدة.
ونقلاً عن دوائر حكومية، فإن السلطات الأمنية الألمانية تفترض أن الأنابيب ستكون غير صالحة للاستعمال إلى الأبد، إذا لم يتم إصلاحها بسرعة، لأن تدفق الكثير من المياه المالحة سيؤدي إلى تآكل الأنابيب.
وفي ضوء التسريبات في أنابيب الغاز يفترض الخبراء أن دولة ما وراء الهجوم، وليست جهة فاعلة غير حكومية مثل منظمة إرهابية، لأن مثل هذه العملية التخريبية تحتاج لقدر كبير من المعرفة والخبرة، ولكن لا يزال من السابق لأوانه إصدار حكم نهائي.
روسيا المتهم الأول
وحول مسألة ما إذا كانت روسيا يمكن أن تكون وراء ذلك، لا يزال يتعين على المرء أن يسأل: لماذا تدمر روسيا خط الأنابيب هذا؟ رغم كل شيء تريد أن تبيعنا الغاز! ولكن قد يكون الهجوم في مصلحة روسيا لما له من عواقب نفسية، حيث يتساءل الجميع الآن في أوروبا عما يمكن أن يحدث لخطوط الأنابيب الأخرى التي يتدفق منها النفط أو الغاز بالفعل.
وبالتالي إرسال “إشارة قوية” إلى أوروبا، وخاصةً إلى ألمانيا وبولندا، مفادها أنه يمكن فعل الشيء نفسه مع خطوط الأنابيب من النرويج، ذات الأهمية المتزايدة بعد إيقاف عمليات تسليم الغاز الروسي.
سبب آخر محتمل هو أن روسيا تسعى مع اقتراب فصل الشتاء إلى زيادة الضغط الشعبي المحلي على الحكومة الألمانية، على خلفية ارتفاع أسعار الغاز، لكي تنسحب ألمانيا من العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
الناتو يعد برد حاسم
أوضح بيان لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي يضم 30 دولة، أن كل المعلومات المتاحة حالياً تشير إلى أعمال تخريب متعمدة ومتهورة وغير مسؤولة، ولم يرد ذكر روسيا في البيان، لكن هناك شيء واحد واضح أن أتباع بوتين تحت الشكوك.
وتحدث رئيس الناتو ينس شتولتنبرغ أن أي هجوم متعمد على البنية التحتية الحيوية لشركاء الحلف سيواجه برد مشترك وحازم.
تبادل الاتهامات بين روسيا وأمريكا
أفادت محطة “سي إن إن” الأمريكية نقلاً عن أجهزة المخابرات الأوروبية، أن البحرية الروسية شوهدت بالقرب من التسريبات ولم يتضح بعد ما إذا كان وجود السفن له علاقة بالهجوم المستهدف.
ولكن روسيا نفت الاتهامات بأنها قد تكون متورطة في الأضرار التي لحقت بخطوط الأنابيب ووصفتها بأنها “غبية وعبثية”، وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قد أشارت في وقت سابق إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ربما أمر بتخريب خطي أنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2.
ولكن الحكومة الأمريكية نفت المزاعم القائلة بأنها قد تكون وراء العمل التخريبي ووصفتها بأنها “سخيفة”، حيث قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: “نعلم جميعاً أن لروسيا تاريخاً طويلاً في نشر المعلومات المضللة.”
ما هو نورد ستريم؟
نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 يتكون كل منهما من خط من الأنابيب بطول 1224 كيلومتراً تحت الماء في قاع بحر البلطيق (Ostsee).
تم تشغيل “Nord Stream 1” في نوفمبر 2011، حيث يمتد خط الأنابيب من بلدة فيبورغ الروسية بالقرب من سانت بطرسبرغ إلى بلدة لوبمين الصغيرة بالقرب من مدينة غرايفسفالد في مقاطعة مكلنبورغ فوربومرن.
ولم يتم على الإطلاق ضخ الغاز في خط أنابيب الغاز الجديد “Nord Stream 2″، حيث أوقفت ألمانيا إجراءات التشغيل على خلفية تصاعد النزاع بين روسيا وأوكرانيا.