لم يصل معدل التضخم إلى قرابة ثمانية بالمئة منذ إعادة توحيد الألمانيتين عام 1991، ومع ذلك مقارنةً بالدول الأخرى، فإن ألمانيا ليست في وضع سيئ، بل يمكننا أن نقولها بالفم الملآن “نحن بألف خير في هذا البلد”.
معدل التضخم في ألمانيا أقل من المتوسط في منطقة اليورو
بلغ معدل التضخم في ألمانيا 7,9 بالمئة بالمتوسط في أغسطس (آب) مقارنةً مع نفس الشهر من العام الماضي،
هذا يعني أن أسعار السلع والخدمات ارتفعت بنسبة 7,9 بالمئة، بسبب القفزة الكبيرة في أسعار الطاقة، والتي بلغت نسبتها 35,6 بالمئة مقارنةً بنفس الشهر من العام الماضي،
لذلك اضطر الناس في هذا البلد إلى دفع 16,6 بالمئة للطعام أكثر مما دفعوه في أغسطس 2021.
وعلى الرغم من المستوى القياسي الحالي، فإن أسعار المستهلك في ألمانيا أقل من المتوسط في منطقة اليورو، حيث أن التضخم في البلدان التسعة عشر التي تستخدم اليورو كعملة لها تجاوز حاجز التسعة بالمئة الشهر الماضي، على سبيل المثل بلغ معدل التضخم في هولندا 13,6 بالمئة.
دول البلطيق وأوروبا الشرقية وبريطانيا
ارتفع التضخم بشكل حاد في دول البلطيق، حيث بلغ معدل التضخم في إستونيا 25,2 بالمئة وفي لاتفيا 21,4 بالمئة وفي ليتوانيا 21,1 بالمئة، حيث تعتمد دول البلطيق اعتماداً كبيراً على الواردات الزراعية والأسمدة من روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا، ونظراً لأن الواردات غير ممكنة حالياً، يتعين عليهم اللجوء إلى بدائل باهظة الثمن من السويد أو فنلندا.
كما أن زيادة الأسعار في دول أوروبا الشرقية الأخرى التي لا تنتمي إلى منطقة اليورو، أكثر حدة مما هي عليه في ألمانيا، حيث يبلغ معدل التضخم في بولندا 16 بالمئة، وفي جمهورية التشيك 17,2 بالمئة.
وبالنسبة لبريطانيا ارتفع معدل التضخم إلى أكثر من 10 بالمئة.
معدل التضخم في تركيا هو الأعلى منذ 24 عاماً
تركيا لديها أعلى معدل تضخم في القارة الأوروبية بنسبة تزيد عن 80 بالمئة.
والأسعار في تركيا آخذة في الارتفاع بشكل حاد، لأنها كدولة فقيرة في المواد الخام، تعتمد بشكل خاص على الواردات، ولكن بسبب الهجوم الروسي أصبحت المواد الخام باهظة الثمن، ويجب دفع ثمنها بالدولار في الأسواق العالمية، مما زاد من تفاقم الوضع، لأن ضعف سعر صرف الليرة يعني زيادة التكاليف، حيث فقدت العملة التركية 44 بالمئة من قيمتها في العام الماضي و27 بالمئة إضافية من قيمتها حتى الآن في عام 2022.
التضخم في الشرق الأوسط
في الشرق الأوسط وتحديداً في لبنان، يبلغ معدل التضخم حوالي 168 بالمئة، حيث أن البلد المطل على البحر الأبيض المتوسط عالق في أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، ويعيش 80 بالمئة من سكانه في فقر، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية هناك بنسبة 500 بالمئة، بالإضافة إلى ذلك فقدت الليرة اللبنانية 90 بالمئة من قيمتها.
وأحد أسباب ذلك هو الحرب في سوريا المجاورة، وانهيار السياحة، التي تعتبر من أهم مصادر الدخل في لبنان، نتيجة الصراع المسلح، كما انهارت الصادرات إلى دول الخليج، والتي كان معظمها يتم عبر سوريا، وكان البلد المجاور أيضاً سوقاً مهماً لبيع المنتجات اللبنانية، مع العلم أن الوضع الحالي هناك ليس أفضل بكثير، حيث تم في سوريا قياس معدل التضخم آخر مرة عند 139 بالمئة.
تضخم مفرط في أجزاء من القارة الإفريقية وأمريكا الجنوبية
ارتفعت الأسعار في السودان بنحو 200 بالمئة في الأشهر الأخيرة، حيث عانت الدولة الأفريقية من الجفاف لفترة طويلة، يُضاف إلى ذلك نقص شحنات الحبوب من روسيا وأوكرانيا.
ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، سيعاني 44 مليون شخص في السودان من الجوع هذا العام، حيث لا يزال معدل التضخم هناك 117 بالمئة والأسعار تتضاعف بشكل شهري. كما تسببت الظروف الاقتصادية وارتفاع الأسعار الباهظ بالكثير من الاضطرابات والاحتجاجات في البلاد.
وفي فنزويلا يبلغ معدل التضخم 114 بالمئة، وهو أعلى من أي مكان آخر في أمريكا اللاتينية، ويبلغ في الأرجنتين 78,5 بالمئة.
زيمبابوي بطلة العالم في التضخم
تحتل زيمبابوي حالياً المرتبة الأولى في تصنيف التضخم العالمي بنسبة 285 بالمئة، حيث تخلت الدولة الواقعة في جنوب إفريقيا عن دولارها المحلي في عام 2009، واستخدمت بدلاً منه العملات الأجنبية، ولا سيما الدولار الأمريكي في عام 2019، ثم أعادت الحكومة تقديم العملة الوطنية، ولكن سرعان ما انخفضت قيمتها، بسبب اضطراب العملة والتضخم الشديد.
تعليق واحد
الله يفرجه علا كافه دول